الذكاء الاصطناعي يعيد أصوات النجوم الراحلين إلى الحياة

تعتمد شركات علي تكنولوجيا “AI” لاستنساخ أصوات مشاهير من الماضي لاستخدامها في الكتب والإعلانات والفيديوهات

بدأت الشركات الغربية في استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي لخدمة صناعة الترفيه، وذلك من خلال استنساخ أصوات المشاهير الذين رحلوا عن عالمنا، وهو توجّه متصاعد يثير إعجاب البعض ويقلق آخرين. وبرز هذا التوجه بشكل خاص بعد الجدل الذي أثارته النجمة العالمية سكارليت جوهانسون مؤخرًا، بسبب استخدام صوتها دون تصريح في أحد التطبيقات

و تمكنت شركة ElevenLabs، في تكنولوجيا الصوت، من توقيع عدة اتفاقيات مع ورثة عدد من النجوم العالميين الراحلين، لتطوير أداة جديدة تحمل اسم “IconicVoices”. تتيح هذه التقنية للمستخدمين الاستماع إلى كتب صوتية ومحتوى آخر بأصوات معادة بتقنية الذكاء الاصطناعي لنجوم مثل بيرت رينولدز، وجودي جارلاند، وجيمس دين، والسير لورانس أوليفييه، مع وعود بإضافة مزيد من الأسماء في المستقبل.

وسيتم استخدام هذه الأصوات المُستنسخة في عدة مجالات، من بينها الكتب الصوتية، والمقالات الإخبارية، وشخصيات ألعاب الفيديو، والإعلانات، ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الإنتاج السينمائي.

فرص جديدة في مقابل تهديدات للملكية الفكرية

رغم أن هذه التقنية تمثل فرصة لإحياء إرث النجوم الكبار بطرق قانونية ومنظمة، إلا أنها تطرح تساؤلات قانونية وأخلاقية تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، خاصة في ظل تزايد واقعية الأصوات التي يتم إنتاجها. ويعود القلق إلى أن هذا النوع من التكنولوجيا قد يُستخدم دون إذن، وهو ما أعاد للأذهان قضايا مشابهة مثل تلك التي وقعت عام 1988 حين استخدمت إحدى الشركات صوت المغني توم وايتس دون تصريح.

ويشعر الجيل الحالي من النجوم بقلق متزايد حيال إمكانية استخدام أصواتهم أو تزييفها دون إذن أو إشراف، خاصة مع التطور الكبير في أدوات الذكاء الاصطناعي التي باتت تنتج أصواتًا يصعب تمييزها عن الأصلية.

و يمكن أن يمثل ترخيص استخدام الصوت عبر الذكاء الاصطناعي حلاً عمليًا للنجوم الذين لا يتوفرون لتسجيل أصواتهم في أعمال مثل أفلام الرسوم المتحركة أو الإعلانات، إذ يمكن استخدام أصواتهم المرخصة دون الحاجة لتواجدهم الفعلي، مما يخفف عبء العمل مع الحفاظ على هويتهم الفنية.

وفي ظل هذا التقدم التكنولوجي، تبقى مسألة التوازن بين الابتكار وحماية الحقوق الشخصية والفكرية تحديًا حقيقيًا أمام صناعة الترفيه العالمية