د. أحمد بن سالم باتميرا يكتب:
شكرًا وزير الإسكان.. تظاهرة رائعة وهكذا تورد الإبل

حقا عشنا ستة أيام جميلة مع تظاهرة عقارية إسكانية، لأول مره في سلطنة عمان بهذا التنظيم الرائع والحضور الكثيف، للمواطنين والمقيمين والزوار من خارج سلطنة عمان رغم عددهم البسيط بسبب عدم الترويج له خارجيا.!
فمؤتمر عمان العقاري وأسبوع التصميم والبناء العشرين الذي اختتم مؤخرا، كان حدثا استثنائيا، لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني وللشركات العمانية للتطوير العقاري المسؤولة عن تخطيط وتطوير المشاريع العقارية في البلاد.
فهذا المعرض العقاري الذي رعى افتتاحه صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد الموقر ، كان بمثابة إعلان رسمي لانطلاق أكبر معرض عقاري عماني متكامل في السلطنة ، والذي يعد إحدى الركائز الأساسية لدفع عجلة الاقتصاد العماني ، حيث ستسهم المشاريع الاسكانية الجديدة بشكل مباشر في تعزيز البنية التحتية في سلطنة عمان، وخلق فرص جديدة للشركات العقارية ، وجذب المستثمرين العرب والاجانب للبلاد.
فقد شهدت السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا في هذا القطاع، مدفوعا بتوسع المشاريع ، وظهور شركات التطوير العقاري مع تنفيذ مشروعات عقارية بارزة مثل مشروع "مدينة السلطان هيثم " وغيرها الكثير وكذلك مثل المدن الجديدة والمجمعات السكنية (صروح) مما يعزز من مكانة التخطيط العمراني الحديث المتكامل كخيار آمن ومربح لما تملكه سلطنة عمان من مقومات جغرافية وسياحية متنوعة.
ولعل خطط واهداف وزارة الاسكان في العهد الجديد ، والتي تتمثل في تنفيذ خطط التنمية الاسكانية المستدامة ، أصبحت حقيقة واقعية في البلاد ، لا سيما مع توجه الحكومة لدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير مناطق جديدة تلبي احتياجات السوق الخارجي والمحلي.
وعلى الرغم من هذا التقدم الملحوظ والملموس ، لا يزال القطاع الاسكاني يعاني من بعض التحديات ، مثل القروض الاسكانية المدعومة بنسبة منخفضة مثل دول الجوار والتمويل الممتاز ، مما يستوجب من الحكومة التحرك سريعا لفرض نسبة الفائدة للقروص الاسكانية في البنوك "لا تتعدى 3% " اسوة بدول الخليج او اقل قليلا ، لان نجاح هذه المشاريع العملاقة وضمان استدامة هذا النمو السريع ، وجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية للبلاد خاصة وأننا نمشي في الطريق الصحيح لتكون عمان هي مستقبل العقار في المنطقة والعالم.!
فقد عشت الرياضة لاعبا ، ثم اتجهت للاعلام ، وها انا اليوم ارى نفسي في موقع اخر شدني، حيث كنت اظن أن الاسكان في سلطنة عمان يحتاج إلى إعادة نظر ونقلة وأفكار ورؤية جديدة مختلفة ، واليوم ومع العهد الجديد والوزارة الجديدة نرى الفكرة واقعا والقطاع أصبح ليس هامشيا والرؤية اصبحت هدفا مع تعزيز الوعي لدى المواطنين باهمية هذه المدن المستقبلية والاحياء الاسكانية (صروح) وبناء أحياء متكاملة وبأعلى المواصفات الاسكانية ، وهي خطوات كبيرة تحتاج لمساندة وقانون يتماشى معها ومن بينها تقليل الفائدة التمويلية.!
ولكي تكتمل الصورة الحضارية لسلطنة عمان ، وتسابق مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، التي سارت على خطى ثابتة في الانفتاح والتملك الحر ، وتنشيط اقتصادها، من خلال قوانين إقامة عصرية جاذبة ، فان القطاع يحتاج إلى تنشيط المكينة الاعلامية حتى لا نظل خارج السرب.
واليوم أشعر بسعادة غامرة انتابتني وأنا أتابع ، بفخر، هذا المؤتمر وفعاليته وهذه المدن الجديدة و"صروح" ، والجلسات النقاشية والحوارية الثرية والساخنة التي دارت على خشبة المسرح ، وما حققته الشركات العمانية والعربية من مبيعات جيدة ، مع التسهيلات والإجراءات التي تقدمها الوزارة للمستثمرين العرب والاجانب الراغبين بالتملك في هذه المشاريع الجديدة المتميزة العمرانية بأسلوب عصري فريد تراعي في تصميمها البعد التراثي والبيئي لسلطنة عمان خصوصا مدينة السلطان هيثم والجبل العالي و"الثريا" وصلالة الكبرى وصحار وغيرها ، وكان للتواجد والحضور المصري الكبير من المطورين العقاريين والشخصيات البارزة في هذا المجال دورا في المعرض من خلال الاتفاقيات التي تمت والتي ستتم لاحقا ، فعمان هي مستقبل العقار الامن في المنطقة.
وها نحن ولله الحمد والشكر نسير خطوة على الطريق الصحيح في المجال الاسكاني .. والله من وراء القصد.
د. احمد بن سالم باتميرا
كاتب ومحلل سياسي
[email protected]