انحسار بحر قزوين.. كارثة بيئية تهدد آسيا الوسطى والعالم

يختفي بحر قزوين، أكبر مسطح مائي داخلي مغلق في العالم، بوتيرة متسارعة.
ووصل منسوب مياهه إلى أدنى مستوى مسجل منذ بدء القياسات الحديثة، إذ انخفض إلى أكثر من 29 متراً تحت مستوى سطح البحر.
بحر قزوين
وتسجل خسائر سنوية تصل إلى 30 سنتيمتراً منذ عام 2020، أي ثلاثة أضعاف المعدل السابق، مع توقعات بأن ينخفض مستوى البحر بين 9 إلى 18 متراً بحلول نهاية هذا القرن، حسب معهد أبحاث مصايد الأسماك الروسي ودراسات علمية عدة.
يرجع الانخفاض الحاد بشكل رئيسي إلى تأثيرات الاحتباس الحراري وزيادة معدل التبخر الذي يتجاوز كمية المياه الداخلة من الأنهار، خاصة نهر الفولغا الذي يزود حوالي 80% من مياه بحر قزوين.
المشاريع الزراعية والصناعية
وهذا يفوق الأثر الناجم عن تحويلات المياه البشرية، لكنه يتفاقم كذلك بسبب الاستغلال المكثف للموارد للمشاريع الزراعية والصناعية، مما أدى إلى تحوّل الحوض الشمالي إلى ما يشبه الصحراء.
يتسبب هذا الانكماش في تهديد الحياة البرية النادرة، خاصة أسماك الحفش والفقمات، كما ينعكس سلباً على النشاطات الاقتصادية الحيوية للدول الشاطئية: روسيا، وكازاخستان، وأذربيجان، وإيران، وتركمانستان.
فقد أصبحت الموانئ المهمة في أكتاو وباكو معزولة عن الساحل، ما يضطر الشركات إلى حفر قنوات أطول للوصول إلى منصات النفط والغاز البحرية.
منسوب بحر قزوين
كما يهدد انخفاض منسوب بحر قزوين قابلية الملاحة في قناة فولغا-دون التي تمثل الممر البحري الحيوي بين بحر قزوين والبحر الأسود، ويضعف الممر التجاري الاستراتيجي الذي يربط الصين بأوروبا متجاوزاً روسيا.
تظهر بحر قزوين كحالة تحذيرية على مسقبل البحيرات والأحواض المائية الداخلية حول العالم، لاسيما في ظل توقعات تتنبأ بأن زيادة درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة قد تؤدي إلى انخفاض مستوى البحر بما يصل إلى مترين إضافيين.
وتشير الدراسات إلى أن بحر قزوين قد يفقد نحو ربع مساحته الكلية، ما سيغير البيئة الجغرافية والاقتصادية والسياسية للمنطقة بشكل جذري.