هشام عز العرب: توقعات بتراجع الفائدة إلى 12-14% بنهاية العام المقبل

قال هشام عز العرب، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي، إن خفض أسعار الفائدة في مصر يتم بشكل تدريجي، حتى تظهر تأثيرات السياسة النقدية على معدلات التضخم.

استقرار التضخم بين 8% و10% يعزز النمو الاقتصادي

 وتوقع انخفاض سعر الفائدة الحقيقي بنحو 3 إلى 4 نقاط مئوية، بما يتماشى مع مستهدفات البنك المركزي المصري، مضيفا أن أسعار الفائدة قد تتراجع إلى ما بين 12% و14% بحلول نهاية العام المقبل، مع استقرار معدل التضخم بين 8% و10% خلال نفس الفترة، ما يعكس تحسنًا في أداء الاقتصاد.

وأشار عز العرب إلى أهمية الإسراع في استكمال المشاورات الجارية بين مصر وصندوق النقد الدولي، مؤكدًا أن اللجوء إلى الصندوق يأتي في إطار حاجة الاقتصاد المصري إلى الدعم الفني والمالي بعد فترة من الظروف الاستثنائية التي مر بها الاقتصاد، بدءًا من تداعيات جائحة كورونا، مرورًا بتأثير الحرب في أوكرانيا على أسعار الطاقة والحبوب والسياحة، ووصولًا إلى تراجع إيرادات بعض القطاعات الحيوية مثل قناة السويس.

الذهب أكثر استقرارًا من العملات المشفرة

و أوضح عز العرب أن الذهب يتمتع بمزايا متعددة تجعله أكثر استقرارًا من العملات المشفرة، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالعملات الرقمية يرتبط جزئيًا برغبة البعض في الابتعاد عن الرقابة الحكومية.

وأكد أن تقنية "البلوك تشين" تُعد ابتكارًا مهمًا يسهم في تبسيط العقود وعمليات التحقق والتوثيق، مشددًا على ضرورة استخدامها كأداة لتحسين كفاءة الأنظمة المالية والاقتصادية، لا كبديل عن العملات التقليدية أو الأنظمة المصرفية المنظمة.

خطة لتأسيس أول بنك رقمي العام المقبل

وفيما يتعلق بملف البنوك الرقمية، أوضح عز العرب أن الفريق التابع له أتم إعداد النموذج التشغيلي الخاص بالمشروع، وأجرى الاختبارات التقنية اللازمة، مضيفًا "نخطط لتقديم طلب الحصول على رخصة بنك رقمي مع بداية العام المقبل".

وأشار إلى أن المشروع وصل إلى مرحلة متقدمة مقارنة بجهات أخرى في السوق، موضحًا أنهم بدأوا العمل منذ أكثر من عام، واستثمروا بشكل كبير في تطوير البنية التكنولوجية، ما سيسهم في تسريع إجراءات الحصول على الترخيص.

وأكد عز العرب أن التحول نحو البنوك الرقمية يجب أن يتم وفق رؤية مدروسة، لافتًا إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا داخل البنوك القائمة هو الخيار الأفضل، بحيث لا يضطر العميل إلى زيارة الفروع إلا في حالات البيع أو المشكلات الكبرى.

المخصصات المالية:

وفي حديثه عن المخصصات المالية، كشف هشام عز العرب أن البنك التجاري الدولي حقق نسبة تغطية للديون المتعثرة بلغت 340% بنهاية العام الماضي، واصفًا هذا الرقم بأنه "مثير للدهشة"، نظرًا لأن نسب التغطية المعتادة في بنوك المنطقة تتراوح عادةً بين 90% و130%، مما دفع بعض المستثمرين للتساؤل عما إذا كان البنك يبالغ في التحوط أو يخفي شيئًا.

وأشار إلي أن مناقشات إدارة البنك مع البنك المركزي ومراجعي الحسابات أكدت أن مستوى التحفظ العالي الذي اتبعه البنك كان قرارًا حكيمًا، إذ ساعده على تجاوز فترات عدم اليقين الاقتصادي، لكنه أشار إلى أنه مع تحسن الأوضاع الاقتصادية واستقرار السوق، لم تعد هناك حاجة إلى الاحتفاظ بنفس مستوى التحوط السابق.

وأضاف أن البنك حصل على موافقة البنك المركزي ومراجعي الحسابات على نموذج مالي جديد يتيح إعادة توجيه الزيادة في المخصصات إلى حساب الأرباح والخسائر، على أن لا يتم توزيعها، بل تُضاف إلى احتياطي خاص لمدة عامين، لضمان اختبار فعالية النموذج الجديد واستدامة نتائجه.

استقرار السياسات النقدية: 

قال هشام عز العرب إن الفترة الممتدة من 2015 حتى نهاية 2022 شهدت تقلبات حادة في المشهد الاقتصادي، حيث كثرت المفاجآت في السياسات النقدية وتغيرات سعر الصرف.

وأوضح عز العرب أن "كثرة المفاجآت في الاقتصاد ظاهرة غير صحية"، لأنها تدفع المؤسسات إلى التحوط المفرط دون وضوح الرؤية تجاه طبيعة المخاطر المحتملة، مما يؤدي إلى تشدد النماذج المالية وابتعادها عن الواقع الفعلي.

وأضاف أن هذه الحالة استمرت حتى وقت قريب، إلا أن السوق بدأ يلمس درجة أعلى من الاستقرار في السياسات النقدية خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن البنك المركزي المصري الحالي نجح في تعزيز الثقة عبر قرارات متوقعة ومدروسة، وهو ما اعتبره "تطورًا إيجابيًا للغاية".

وأكد أن هذا التحسن في استقرار السياسة النقدية انعكس بوضوح على الأسواق المحلية، حيث تراجعت علاوة المخاطر التي كان التجار يضيفونها إلى الأسعار تحسبًا لأي تغيّرات مفاجئة.