وفقًا لتقرير «نايت فرانك» مصر الوجهة العقارية الثالثة إقليميًّا باستثمارات أجنبية متنامية
تشهد السوق العقارية المصرية طفرة غير مسبوقة جعلتها ثالث أكبر سوق إنشائية في المنطقة بعد السعودية والإمارات، مدعومة بتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية وزيادة الطلب على المشروعات السكنية والإدارية والسياحية، وذلك وفق تقرير «الوجهة مصر 2025» الصادر عن «نايت فرانك».

ارتفاع أسعار المنازل في الشيخ زايد بنسبة 24.7% منذ يناير 2024
وأوضح التقرير أن رؤوس الأموال الخاصة العالمية تستهدف ضخ 1.4 مليار دولار في السوق المصرية، مع امتلاك البلاد عقود إنشاءات قائمة بقيمة 120 مليار دولار ومشروعات مستقبلية بقيمة 565.5 مليار دولار.
مصر تقلص الفجوة مع السعودية والإمارات وتتفوق بانفتاحها الاستثماري
وقال فيصل دوراني، الشريك ورئيس قسم الأبحاث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «تحول مصر إلى قوة إقليمية بارزة في التطوير العقاري يسير بخطى ثابتة؛ فمنذ تقرير 2023 شهدت البلاد تسارعًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، خاصة من صناديق الثروة الخليجية».
وأشار إلى استثمارات كبرى، مثل تمويل 35 مليار دولار لمشروع «رأس الحكمة»، وارتفاع أعداد السياح إلى 15.8 مليون زائر عام 2024، واقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير بقيمة مليار دولار.
السوق السكنية
العاصمة الإدارية الجديدة الوجهة الأولى للمستثمرين الخليجيين
وأظهر استطلاع، شمل 264 من ذوي الثروات العالية بمتوسط ثروة 9.7 ملايين دولار للفرد، أن نحو 1.4 مليار دولار من رؤوس الأموال الخاصة تتجه إلى السوق السكنية في مصر، وتشهد القاهرة الكبرى زخمًا متزايدًا مع 244 ألف وحدة معروضة للبيع ضمن 155 مشروعًا، فيما تتوقع «نايت فرانك» تسليم 30 ألفًا و830 وحدة في 2025، بزيادة 29% على العام السابق.
رؤوس الأموال الخاصة العالمية تستهدف ضخ 1.4 مليار دولار في السوق المصرية
وقالت زينب عادل، الشريكة ورئيسة مكتب مصر: «ارتفعت أسعار المنازل في الشيخ زايد بنسبة 24.7% منذ يناير 2024 لتصل إلى 1964 دولارًا للمتر»، وأضافت أن المعروض المحدود على المدى القريب قد يفرض ضغوطًا تصاعدية على الأسعار، وأشار التقرير إلى أن أسعار المتر في زايد الجديدة والقاهرة الجديدة بلغت 2100 و1750 دولارًا على التوالي.
كما ساهمت شروط التمويل المُيسَّرة في تعزيز السوق، إذ يبلغ متوسط الدفعة المقدمة 7.2% وفترات التقسيط 8.5 سنوات، وتُباع الفيلات في القاهرة الجديدة بمتوسط 3270 دولارًا للمتر.

الأثرياء الإماراتيون يقودون الاستثمارات السكنية في مصر بـ 709 ملايين دولار
وأظهر التقرير أن 23.7% من المستثمرين يخططون لإنفاق أقل من مليون دولار على منزل في مصر، بينما خصص 18.6% ميزانيات بين 30 و50 مليون دولار، ويقود الإماراتيون الاستثمارات بـ 709 ملايين دولار، يليهم السعوديون بـ 403 ملايين، ثم الألمان بـ 263 مليونًا.
أهم الأسواق المستهدفة
ويظل القطاع السكني الأكثر استهدافًا من المستثمرين الخليجيين بنسبة 61%، تليه المكاتب الإدارية (49%)، ثم الإقامات المميزة (45%)، ويبرز السعوديون باهتمام كبير بالمكاتب بنسبة 63%، بينما يفضل الإماراتيون القطاع السكني بنفس النسبة، كما أبدى 99% من المستثمرين اهتمامًا بالمشروعات العملاقة، مثل «العاصمة الإدارية الجديدة»، التي اختارها 56% من السعوديين و34% من الإماراتيين وجهةً رئيسية، إلى جانب الساحل الشمالي ووسط القاهرة.
السياحة تساهم بـ 9% من الناتج المحلي
ويرى التقرير أن توافر العقارات الساحلية عامل جذب رئيسي، إذ يخطط 51% لاستخدامها منازل ثانية أو للعطلات، ومن المتوقع أن تحقق سوق منازل العطلات في مصر إيرادات 1.09 مليار دولار بنهاية 2025 مع نمو سنوي 7% حتى 2030.
توسع سوق المكاتب
توقعات بزيادة المعروض من المكاتب الإدارية في القاهرة إلى 82% حتى 2030
وتشهد سوق المكاتب الإدارية توسعًا سريعًا مع توقع ارتفاع المعروض في القاهرة بنسبة 82% بحلول 2030، ويبلغ المعروض الحالي مليون متر مربع، مع خطط لإضافة 818 ألف متر مربع، وتتصدر القاهرة الجديدة السوق بـ 1.33 مليون متر مربع، إذ بلغ متوسط سعر البيع 5650 دولارًا للمتر، بينما تصل المكاتب المميزة إلى 9600 دولار.
وتُعَدُّ الشيخ زايد ومدينة 6 أكتوبر بدائل واعدة بأسعار 4700 و3500 دولار للمتر على التوالي، وأوضحت زينب عادل أن الشركات المتعددة الجنسيات باتت تتجه لمصر بوصفها مقرًّا إقليميًّا، مع انخفاض تكاليف التشغيل 50% إلى 60% مقارنة بأوروبا وأمريكا.
كما أن أسماء عالمية، مثل ديلويت وPwC، أنشأت مراكز تكنولوجية كبيرة بالقاهرة، ما يعزز الطلب على مكاتب الفئة (A) في القاهرة الجديدة والشيخ زايد، إضافة إلى «العاصمة الإدارية».
قطاع السياحة
مصر تتصدر أسواق الضيافة في المنطقة بـ 26 ألف غرفة فندقية قيد الإنشاء
وقال أسامة القديري – رئيس قسم استشارات السياحة والضيافة في «نايت فرانك» – إن السياحة تساهم بـ 8% إلى 9% من الناتج المحلي، مع استقبال 15.8 مليون سائح في 2024 و8.6 ملايين في النصف الأول من 2025، وأكد أن مصر تحتضن 26 ألف غرفة فندقية قيد الإنشاء، مقابل 7 آلاف فقط في المغرب ونيجيريا.
وحقق القطاع 16 مليار دولار إيرادات العام الماضي مقابل 11 مليار دولار للمغرب رغم عدد الزوار الأكبر، كما تُعَدُّ مصر من أكثر الوجهات اتصالًا جويًّا، مع 5.5 ملايين مقعد على خط (جدة–القاهرة) وقرابة 900 رحلة أسبوعية من بريطانيا و800 من السعودية والإمارات.