الثلاثاء 14 مايو 2024 الموافق 06 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
مصر

الفريق أحمد خالد: البحرية المصرية تمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية

الجمعة 23/أكتوبر/2020 - 10:23 م
الفريق أحمد خالد:
الفريق أحمد خالد: البحرية المصرية تمتلك قوة الردع لكل من تسو

تحتفل القوات المسلحة في يوم 22 أكتوبر من كل عام بعيد القوات البحرية، ذلك اليوم الذي استطاعت فيه البحرية المصرية تدمير الوحدة الأكبر في أسطول البحرية الإسرائيلية في عام 1967، ومدمرة إيلات.

وفي هذا الإطار حاورت "أصول مصر" الفريق أحمد خالد للتعرف على مدى جاهزية القوات البحرية في التصدي لبعض المتربصين بمصر والراغبين في الاعتداء على مقدراتها ومياهها الإقليمية.

قائد القوات البحرية: قادرون على مجابهة كافة التحديات التي نواجهها بمناطق العمل الحالية والمنتظرة

 

 

 

في البداية قال الفريق أحمد خالد، أنه فى ظل التحديات الخاصة بالأمن البحري في منطقة الشرق الأوسط وتعدد الصراعات الناتجة عن التغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري والعربي كان قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية إستراتيجية شاملة للحفاظ على الأمن القومي المصري ودعم مطالبه حيث سعت إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية وذلك بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة.

ولفت إلى أنه من بين ضمن هذه الوحدات حاملات المروحيات طراز (ميسترال ) والفرقاطات الحديثة طراز ( فريم - جوويند - ميكو 200 ) والغواصات طراز ( 209 / 1400) مما كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياه العميقة والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة كما ساهم ذلك فى التأكيد على الثقل الإقليمي لجمهورية مصر العربية وجعل قواتنا البحرية نقطة اتزان لاستقرار مسرحي البحر المتوسط والأحمر ومسار لئيمكن تجاوزه عند وضع الترتيبات الأمنية بالمنطقة .

قائد القوات البحرية: استراتيجية متكاملة لتطوير القوات البحرية 

 

وأضاف الفريق أنه هناك توجهاً نحو التصنيع المشترك التي تقوم به القوات البحرية، وهو ما ساهم بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية مما يساهم فى دعم الأمن القومي المصري والحفاظ على المقدرات الاقتصادية الهامة بالبحر فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح حيث أحدث نقلة تكنولوجية كبير فى تطوير التصنيع بما تتطلبه من أجهزة ومعدات وتأهيل عنصر بشرى يجعله قادر على تصنيع وحدات جديدة تساهم فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية وتتمكن الأيدي العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة والخبرة من الشريك الأجنبي حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدي مصرية بنسبة 100 % .

 

قائد القوات البحرية: لم تنجح أية عملية هجرة غير شرعية من سواحل مصر منذ سبتمبر 2016

 

 

 

وألمح إلى أنه اتساقا مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها فى مجال انضمام وحدات بحرية حديثة عن طريق تدبير وحدات جديدة , تصنيع مشترك , فإن زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم على التوازي بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبر عدد من القطع البحرية وكذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحي العمليات البحري (المتوسط والأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن وقد تم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفي بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامناً مع إعادة تنظيم القوات البحرية فى أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها وانضمام الوحدات البحرية الحديثة (حاملات الطائرات المروحية - فرقاطات - لنشات - صواريخ - غواصات) حيث تم إنشاء قاعدة برأس بناس البحرية وقاعدة 3 يوليو البحرية بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية .

 

وأكد الفريق أحمد خالد على أن الفترة الأخيرة شهدت حرص بحريات الدول العظمى على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية العسكرية بمصر وذلك لما تشهده القوات البحرية المصرية من تطوير متسارع ومتنامي بفضل الدعم المستمر من القيادة السياسية والعسكرية للدولة حيث تسعى بحريات العالم تنفيذ تدريبات مشتركة أو عابرة مع القوات البحرية المصرية تأكيداً على ما توصلت له قواتنا من تقدم من خلال منظومة متكاملة تتكون من العنصر البشرى القادر على الابتكار والتطوير. وأضاف أنه ذلك يأتي من خلال التركيز على أهم مكونات القوة البحرية وفي مقدمتها العنصر البشرى والذي يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءً من الجندي المقاتل وانتهاء بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكري البحري  وباستخدام مناهج مطورة ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمي ، بالإضافة  إلى اكتساب الخبرات من بحريات الدول المتقدمة من خلال الدورات المنعقدة بالخارج أو المشاركة فى التدريبات المشتركة.

وشدد في هذا الصدد على أن القيادة العامة للقوات المسلحة سعت إلى الارتقاء بالفرد المقاتل باعتباره الركيزة الأساسية فى  منظومة الاستعداد القتالي للقوات المسلحة ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل (فنيًا - تخصصيًا - لغويًا - تدريبيًا) ليكون قادراً على استيعاب التطور العالمي في مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة، لافتا إلى أن القوات البحرية تسعى للاستمرار في تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات لأداء مهامهم بكفاءة عالية كونهم العمود الفقري للقوات البحرية.

أما بالنسبة للضباط، فقد أشار قائد القوات البحرية أنه يتم تأهيلهم بدءاً من التقدم للكليات العسكرية حيث يتم انتقاء أفضل العناصر والتي تخضع للعديد من الاختبارات الحديثة والمتطورة بما فيها من اختبارات سمات وقدرات بالإضافة إلى الاختبارات النفسية المتطورة التي تؤكد على مدى استعداد وكفاءة الطالب لمواكبة الحياة العسكرية ويتم تأهيل الضباط فى المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة حيث يخضع إلى أحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة بالإضافة إلى اشتراكه فى مأموريات سفريات الطلبة التي تجعله ملم بأحدث النظم فى بحريات العالم وتدريبه العملي لفترات طويلة أثناء الإبحار على أحدث الوحدات البحرية المصرية .

وينتقل بعد ذلك الضابط إلى مرحلة التدريب طوال فترة الخدمة والتي تستمر منذ تخرجه حيث يستمر تأهيله من وقت إلى أخر فى معهد الدراسات العليا البحري بالإضافة إلى إيفاده إلى العديد من البعثات والمأموريات للتدريب التخصصي مع كبرى دول العالم لمواكبة التكنولوجيا المتطورة ويعتمد جزء كبير من تدريب الضباط والأفراد على الاشتراك فى التدريبات المشتركة والتدريبات العابرة مع الدول المختلفة للوصول إلى أرقى مستوى تدريبي للقوات البحرية والحفاظ على كفاءتها القتالية العالية وحماية الدولة وأمنها.

قائد القوات البحرية: الوحدات البحرية بقاعدة برنيس أحبطت تهريب 2 طن هروين و99 كيلو جرام من مادة الأيس

 

 

 

وكشف الفريق أحمد خالد عن مشاركة القوات البحرية فى العملية (إعادة الأمل) من منطلق تحقيق مفهوم الأمن البحري والذي يتضمن الأمن البحري عناصر مختلفة بدأً من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدي للتهديدات التي تشكلها القرصنة والإرهاب والإتجار بالمخدرات والتهريب بالبحر خاصة تهريب الأسلحة حيث استوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدي للأمن المبنى على قدرة الدولة على حماية أرضها وحدودها البحرية فى مواجهة أي تعدي.

وأضاف أنه لحماية مقدرات الدولة فقد تواجدت القوات البحرية بمناطق السيطرة البحرية والتي تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية وخطوط الملاحة وتحقيق الحماية للمجرى الملاحي ( قناة السويس ) كونه شريان ملاحي عالمي لذلك وجب على القوات البحرية المحافظة على استمرار تدفق الملاحة الآمنة فى هذا الشريان الحيوي بدأً من مضيق باب المندب ومروراً بالبحر الأحمر، كما تقوم القوات البحرية بدعم الأمن القومي العربي عند باب المندب بالمشاركة فى العملية ( إعادة الأمل ) لمساندة الدول العربية الشقيقة فى تأمين مصالحها القومية وحماية أمنها القومي فى ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتقوم القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهام إنفاذ القانون بالبحر بمنطقة باب المندب كذلك تقديم الحماية للسفن التجارية إثناء عبورها مناطق التهديد حيث قامت القوات البحرية المصرية بتأمين وحراسة الكثير من ناقلات البترول والسفن التجارية واعتراض السفن المشتبه بها لتلك بالمنطقة.

القوات البحرية والعملية الشاملة بسيناء

وألمح قائد القوات البحرية أن سلاح البحرية كفرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية تقوم بتأمين الأهداف الإستراتيجية والتعبوية والتكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة كما تقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص في عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية.

وأضاف أنه من مهام القوات البحرية منع أي دعم يصل للجماعات الإرهابية من جهة البحر، والاستمرار في تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أسفينة مشتبه بها ، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء.

التغلب على كورونا

وأشار الفريق أن القوات البحرية اتخذت ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وذلك منذ بداية ظهور الفيروس للحد من انتشاره واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشاره بجميع وحدات القوات البحرية التي من شأنها الحفاظ على الاستعداد القتالي و الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات والتصدي له باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية مع الحفاظ على التزامات القوات البحرية والقيام بمهامها لحماية وتأمين مقدرات الدولة الاقتصادية  وكذا الموانئ والأهداف البحرية الحيوية و الخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية  على مدار الأربع والعشرين ساعة .

وأضاف أنه تم اتخاذ إجراءات احترازية أخرى وعلى رأسها بث الوعي لدى الضباط والطلبة والدرجات الأخرى بمدى خطورة التهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية كما قامت بتجهيز المستشفيات بحيث تكون مجهزة فنياً وإدارياً من حيث توافر الأجهزة الطبية و التعقيم وتخصيص قسم فى كل مستشفى به غرف استقبال وطوارئ للحالات القادمة للكشف أو الاشتباه.

البحرية المصرية والتدريبات المشتركة

 

وفي سياق أخر قال الفريق إن القوات البحرية نفذت العديد من التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة في المنطقة، موضحاً أن التدريب هو جزء من عملية مخططة تخطيط دقيق يمر بمراحل مختلفة متدرجة يراعى فيها أبعاد كثيرة وصولاً لتحقيق درجات الاحترافية القتالية والتي تمكن القوات من تنفيذ مهامها القتالية بكفاءة ونجاح، ويأتي من أحد مراحلها التدريبات المشتركة.

وتعد التدريبات البحرية المشتركة والعابرة من أرقى أنواع التدريب بالقوات البحرية حيث يتم تبادل الخبرات فى أسلوب تأمين مسارح العمليات البحرية ضد العدائيات المختلفة وتنفيذ مثل هذه التدريبات يعطى الثقل لكلا الجانبين لتحقيق وتعزيز الأمن البحري بالمنطقة .

وأضاف أن التدريبات المشتركة بين الدول تؤدى إلى الحفاظ على العلاقات الثنائية فيما بينها سواء على المستوى العسكري أو السياسي حيث تتبادل الأطراف المشتركة فى التدريب الزيارات والمؤتمرات من أجل التخطيط الدقيق والمسبق لتنفيذ التدريب للوصول به لأرقى مستويات، كما يتيح التدريب المشترك والعابر لمصر إمكانية دراسة مسارح العمليات  المختلفة التي يتواجد بها مناطق حاكمة ومناطق سيطرة قد تؤثر فى المستقبل على الأمن القومي المصري .

القضاء على الهجرة غير الشرعية

وأوضح قائد القوات البحرية أن بداية العقد الماضي شهد زيادة في معدلات الهجرة غير الشرعية، وهو ما دفع القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية ونجحت المجهودات في إلقاء القبض على العديد من البلنصات وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد خلال محاولات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وتكفي الإشارة إلى أنه اعتبارا من سبتمبر 2016 لم تنجح أي عملية هجرة غير شرعية من سواحلنا وهو إنجاز غير مسبوق فى القضاء على الهجرة الغير شرعية إلى أوروبا أشادت به تقارير الإتحاد الأوروبي.

مكافحة التهريب والمخدرات

وأضاف أن القوات البحرية تسير بخطى جيدة في مكافحة التهريب سواء مخدرات أو سلاح أو بضائع غير خالصة الجمارك حيث تم لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها، وبالفعل استطاعت الوحدات البحرية فى قاعدة برنيس البحرية بإحباط أكبر عملية تهريب للمخدرات فى مطلع عام 2019 بكمية 2 طن من الهروين 99 كجم من مادة الأيس، وهو ما يكشف عزم القوات البحرية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب .