الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
Green

التغييرات المناخية تضرب نهر الراين بعنف والشركات تتجه للشحن بالقطارات وسيارات النقل

الثلاثاء 01/أغسطس/2023 - 12:45 ص
نهر الراين
نهر الراين

 

مع انحسار منسوب المياه بنهر الراين الذى كان ممرًا ملاحيًا موثوقًا لقرون، إلى مستويات تعيق الشحن بداية من أواخر الصيف وطوال الخريف، تسارع الشركات التي تعتمد على أهم طريق تجاري في أوروبا بين الشمال والجنوب إلى التأقلم، وهو ما يوضح مدى تأثير أزمة المناخ حتى على الاقتصادات الصناعية المتقدمة.

 

تحول شركة “باسف” مسار اللوجستيات إلى السكك الحديدية والشاحنات

 

وتحول شركة “باسف” مسار اللوجستيات إلى السكك الحديدية والشاحنات. ولدى "كوفيسترو"، شركة إنتاج الكيماويات، خطط طوارئ تتضمن نقل جزء من الإنتاج إلى بلجيكا. تراكم شركات التصنيع المستلزمات، وتخزن شركات الكهرباء كميات إضافية من الوقود، وبدأت شركات الشحن في تجديد أسطولها بناقلات قادرة على الإبحار في المياه الضحلة.

الغرض من الحلول البديلة المكلفة والمرهقة هو تجنب وقوع موجة إغلاقات واسعة نتيجة لتعطل شريان النقل الرئيسي، وهي مشكلة تتزايد وتيرة تكرارها، إذ يعني ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء انخفاض كمية الثلوج اللازمة للحفاظ على منسوب المياه خلال أشهر الصيف الجافة.

 

التغييرات المناخية تضرب نهر الراين بعنف والشركات تتجه للشحن بالقطارات وسيارات النقل 

 

بعد موجات الحر القاسية التي ضربت جنوب أوروبا، بلغ منسوب المياه عند مدينة كاوب، نقطة مسار أساسية تقع غرب فرانكفورت، في الصيف الحالي مستويات تعني أن بعض السفن لن تتمكن إلا من حمل نصف حمولتها العادية تقريبًا فقط. وبينما خففت الأمطار الأخيرة من الأزمة، فحتى التغيرات الصغيرة قد يكون لها أثرًا كبيرًا. فانخفاض مستوى النهر 10 سنتيمترات (4 بوصات) يعني تخفيض حمولة كل سفينة بنحو 100 طن، حسب فلوريان روتلينغشوفر، مدير هيئة موانئ الراين السويسرية.

قال كريستوف هاينزلمان، مدير "المعهد الألماني الاتحادي لهندسة وبحوث الممرات المائية"، في حوار: "ما نراه اليوم استثناءً سيصبح معتادًا في المستقبل. ومع ذلك، ستنشأ الكثير من القيود".

تعديل أسطول الراين البالغ 8900 سفينة ليناسب المياه الضحلة قد تبلغ تكلفته نحو 90 مليار يورو (99 مليار دولار)، وهذا مجرد جزء من تكاليف الحفاظ على تدفق التجارة، فهناك المخزونات الإضافية ومساحة تخزينها، إلى جانب خطط الحكومات لإعادة هندسة النهر، والتي تتقدم ببطء.

ما تزال المبادرات قيد العمل منذ سنوات، وتتضمن نُظم إنذار مبكر، وتجريف مسافة الخمسين كيلومترًا الوعرة، والممتدة من قصر بيبريش ذي الطراز الباروكي قرب مدينة ماينتس، لتجتاز كاوب ومنحدرات لوريلاي الشهيرة، وهو مشروع تقدر الحكومة الألمانية تكلفته عند 180 مليون يورو.