سيباستيان رييز: الذكاء الاصطناعي يستهلك 10 أضعاف طاقة بحث جوجل

قال سيباستيان رييز، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك لمنطقة شمال شرق إفريقيا والمشرق العربي، إن التطورات التكنولوجية في مجالي الرقمنة والذكاء الاصطناعي تسير بوتيرة مذهلة، مشيرًا إلى أن الوصول إلى أول مليون مستخدم للإنترنت استغرق 7 سنوات، بينما استغرق الوصول إلى 100 مليون مستخدم لتقنيات الذكاء الاصطناعي شهرين فقط.

وأضاف رييز، أن الذكاء الاصطناعي وتطبيقات مثل ChatGPT تستهلك 10 أضعاف الطاقة المستخدمة في عمليات بحث Google، مؤكدًا أن هذا التطور السريع يفرض تحديات ضخمة على العالم، لا سيما في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

وتابع أنه بين عامي 2020 و2030، من المتوقع أن يتضاعف حجم إنترنت الأشياء 6 مرات، ومع حلول عام 2050 سيزيد عدد سكان العالم بمقدار 1.5 مليار نسمة، ليصل إلى نحو 10 مليارات، بينهم 3 مليارات يعانون من صعوبة الوصول إلى الطاقة، وهو ما يمثل تحديًا عالميًا ضخمًا.

وأشار رييز إلى أن أزمة المناخ لم تعد تقتصر على أوروبا، بل تؤثر على العالم بأسره، حيث شهد عام 2024 أعلى درجات حرارة في تاريخ الأرض، ما يعكس فشل الجهود في الحفاظ على معدل الارتفاع الحراري.

قطاع البناء

وأبرز رييز أهمية قطاع البناء، الذي يستهلك نحو 34% من إجمالي الطاقة عالميًا، ويهدر 30% منها، كما يساهم بـ40% من الانبعاثات الكربونية، مؤكدًا أن الحلول يجب أن تبدأ من هذا القطاع الذي نقضي فيه نحو 90% من وقتنا، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط.

وأوضح أن شركة شنايدر إلكتريك تقدم 5 مفاتيح للتكامل وكفاءة الطاقة، تشمل التصميم الذكي، وتحويل البيانات غير المرئية إلى معلومات قابلة للتحليل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن المباني المستقبلية لن تستهلك فقط، بل ستولد الطاقة أيضًا من خلال الألواح الشمسية وتكنولوجيا الزجاج الذكي، بل وستتمكن السيارات الكهربائية من شحن المباني والعكس.

ولفت إلى أن الشركة تطبق بالفعل هذه الحلول في عدة مواقع بمصر، تشمل المقر الرئيسي الذي يضم 650 موظفًا، وموقع بدر الذي يعمل به 700 فرد، ونجحت من خلال هذه النماذج في تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 40%، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 80%.

وأكد رييز أن مواقع شنايدر الثلاثة في مصر تعمل بحيادية كربونية، وتعد نموذجًا قابلًا للتكرار عالميًا، لما لها من أثر مباشر على خفض فواتير الطاقة، وتحسين جودة الحياة، وزيادة كفاءة الأفراد بنسبة تصل إلى 30%.

وأشار رييز إلى أن عام 2025 لا يبدو مبشرًا على صعيد المناخ، ما يتطلب تعاونًا جماعيًا لتبني حلول ذكية وفعالة لبناء مستقبل أكثر استدامة. 

وقال إن شنايدر جزء من الحل، ونعمل معًا لمواجهة التحديات وبناء مبانٍ أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.