الهيدروجين يقود التغيير.. هوندا وجنرال موتورز تطوران محركًا جديدًا

في خطوة من شأنها إعادة تشكيل خريطة صناعة السيارات العالمية، أعلنت شركتا "هوندا" و"جنرال موتورز" عن شراكة استراتيجية لتطوير محرك جديد كليًا يعمل بتقنية خلايا وقود الهيدروجين، ضمن مشروع مشترك يستهدف الوصول إلى أداء فائق مع الحفاظ على البيئة.

وانطلقت أعمال المشروع من منشأة متطورة في ولاية ميشيغان الأميركية، تحمل اسم "Fuel Cell System Manufacturing LLC"، وتُعد الأولى من نوعها عالميًا التي تُخصص بالكامل لتطوير وتصنيع أنظمة خلايا الوقود. وتأسست هذه المنشأة في عام 2017، وتضم نحو 80 مهندسًا وفنيًا، وتغطي مساحة 70 ألف قدم مربعة.

تطوير تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين

ولا تُعد هذه الشراكة وليدة اللحظة، إذ تعود بدايتها إلى عام 2013، حين شرعت هوندا وجنرال موتورز في تعاون بحثي طويل الأمد لتطوير تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين. 

وقد أسفر هذا التعاون عن محرك جديد يتمتع بكفاءة أعلى وعمر افتراضي أطول، إلى جانب أداء قوي في ظروف التشغيل القاسية، مقارنة بالنماذج السابقة مثل "هوندا كلاريتي 2019".

ومن أبرز إنجازات المشروع خفض تكلفة إنتاج المحركات الجديدة بنسبة تصل إلى الثلثين، وذلك بفضل استخدام تقنيات تصنيع ذكية وتقليل الاعتماد على المعادن الثمينة، بالإضافة إلى توحيد المكونات والموردين، واعتماد أنظمة آلية متقدمة لتجميع الخلايا، بما يرفع من كفاءة الإنتاج وجودته.

ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية "هوندا" لتحقيق الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2050، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية في جميع مراحل دورة حياة المنتج، بدءًا من التصنيع وحتى الاستخدام، مع التركيز على مصادر الطاقة النظيفة مثل الكهرباء والهيدروجين.

تراهن اليابان على الهيدروجين كمصدر طاقة مستدام وقادر على تلبية احتياجات المستقبل

وفي وقت تتجه فيه الأنظار عالميًا نحو السيارات الكهربائية، تراهن اليابان على الهيدروجين كمصدر طاقة مستدام وقادر على تلبية احتياجات المستقبل. وتفتح هذه الشراكة بين هوندا وجنرال موتورز الباب أمام منافسة جديدة مع عمالقة الصناعة مثل تسلا، في سباق عالمي لإنتاج سيارات نظيفة وعالية الأداء.