نائب رئيس المتحف المصري الكبير: العثور على مركبين فقط من خمس حفر بجنوب هرم خوفو

قال الدكتور خالد حسن، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأثرية بهيئة المتحف المصري الكبير، إن المتحف المصري الكبير لا يقتصر دوره على حفظ وعرض القطع الأثرية فقط، بل يُعد منارة علمية وثقافية وبحثية لنشر المعرفة وتعزيز التعاونات العلمية والتراثية مع مختلف دول العالم.

وأضاف في تصريحات خاصة لمجلة أصول مصر على هامش أعمال تثبيت أول قطعة خشبية من ألواح مركب الملك خوفو الثانية التي تم ترميمها، إيذانًا ببدء المرحلة الأهم من مشروع إعادة تركيب المركب داخل متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير، بحضور وزير السياحة والآثار شريف فتحي، أن المتحف المخصص لمراكب الملك خوفو يُعرف علميًا باسم متحف مراكب خوفو وليس “مراكب الشمس”.

وأوضح أنه تم العثور على مركبين جنوب هرم الملك خوفو، من أصل خمس حفر اكتُشفت، كانت ثلاثٌ منها خالية.

وأشار إلى أن المركب الثانية، الجاري إعادة تركيبها حاليًا، تُعد أكبر حجمًا وأكثر تعقيدًا من المركب الأولى المعروضة، حيث يبلغ طولها نحو 42 مترًا وتضم قرابة 60 مجدافًا، ما يعكس قوة دفع وسرعة أعلى.

تم استخراج نحو 1650 لوحًا خشبيًا لمركب خوفو الثانية 

وأكد نائب الرئيس التنفيذي أن مشروع إعادة تركيب المركب الثانية يمثل أحد أكبر التحديات العلمية في مجال الآثار، نظرًا للحالة المتدهورة للأخشاب منذ اكتشافها عام 1954، حيث خضعت على مدار عقود لدراسات وتحاليل علمية في عدة دول، أسفرت عن استخراج وترميم نحو 1650 لوحًا خشبيًا.

وأضاف أن المشروع هو نتاج تعاون علمي مصري–ياباني، ويعكس التكامل بين علوم الآثار والترميم والهندسة والكيمياء، مشيرًا إلى أن الهيكل المعدني الخاص بالمركب تم تصنيعه بواسطة شركة مصرية، وفق حسابات هندسية دقيقة، بحيث يكون لكل قطعة خشبية موضع محدد لا يمكن استبداله.

متوقع أن تستغرق أعمال التركيب نحو 3 سنوات

وكشف أن الزائر سيشهد عملية إعادة التركيب أثناء الزيارة، في تجربة متحفية غير تقليدية، متوقعًا أن تستغرق أعمال التركيب نحو 3 سنوات، نظرًا لما تتطلبه من دقة وهدوء وتأني، مع استمرار أعمال الترميم داخل خيمة مخصصة، على أن تصل الألواح إلى موقع العرض جاهزة ومؤمنة بالكامل.

تم إنشاء نفق يحاكي حفر اكتشاف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير

وأشار نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأثرية بهيئة المتحف المصري الكبير إلى أن سيناريو زيارة متحف مراكب خوفو يعتمد على تجربة بصرية وتفاعلية متكاملة، حيث تم إنشاء نفق يحاكي حفر اكتشاف المراكب جنوب هرم الملك خوفو، تتضمن خراطيش وجرافيتي العمال كما وُجدت بالموقع الأصلي، بما يمنح الزائر إحساسًا واقعيًا ببيئة الكشف الأثري. 

وأضاف أنه جار العمل حاليًا على تجهيز وسائط عرض حديثة ومحتوى تفاعلي، يهدف إلى إبراز تفاصيل الاكتشاف وتقديم تجربة متحفية شاملة تحاكي مراحل النزول إلى الحفر والخروج منها، ضمن مسار زيارة المتحف.

وأكد الدكتور خالد حسن أن نقل المراكب إلى المتحف المصري الكبير جاء في إطار تصور متكامل لمسار الزيارة، يضمن دمج متحف المراكب ضمن التجربة الكاملة للزائر، بدلًا من انعزاله بجوار الهرم، بما يتيح مشاهدة المراكب ضمن سيناريو عرض يبرز عظمة الحضارة المصرية القديمة ومكانة ملوكها في عصر الدولة القديمة.