لاعتبارات أمنية.. بريطانيا تمنع الصين من الاستحواذ على إحدى الشركات

في خضم الحرب الاقتصادية الدائرة بين الدول، تدخلت بريطانيا انطلاقا من اعتبارات أمنية قومية، في صفقة استحواذ إحدى الشركات الصينية على شركة لإنتاج الجرافين، المستخدم في صناعة الإطارات المطاطية، وقررت مراجعتها بواسطة المؤسسات المنوطة بذلك.

إحالة الصفقة إلى هيئة حماية المنافسة

وأوضحت وكالة "بلومبرج" للأنباء، أن الشركة، يعمل فيها 14 موظفا فقط، مبينة أن وزير الأعمال البريطاني، "كوازي كوارتينج"، سيحيل صفقة الاستحواذ المحتملة إلى هيئة حماية المنافسة وتنظيم السوق البريطانية لمراجعتها.

يأتي هذا فيما توضح تقارير أن هناك مفاوضات بين شركة "بيربتوس" الموجود مقرها في منطقة "سوانزي" والتي تنتج الجرافين، مع شركة "تاوروس" البريطانية، المدعومة من مستثمرين صينيين، لشراء حصة أغلبية في بيربتوس.

مراجعة صفقات الاستحواذ على الشركات البريطانية

وأوضحت "بلومبرج"، إن الحكومة البريطانية، ستحيل الصفقة إلى هيئة تنظيم السوق بعد توسيع صلاحيات الهيئة في العام الماضي، لتشمل مراجعة صفقات الاستحواذ على الشركات البريطانية التي تسيطر على "جزء كبير" من إمدادات سلعة معينة. 

جدير بالذكر أن شركة بيربتوس لا تضم أكثر من 14 موظفا، وبلغت إيراداتها في العام الماضي أقل من مليون جنيه إسترليني، فيما تورد أكثر من 25% من منتجات وخدمات "بلازما الجرافين" في بريطانيا، بحسب الحكومة.

منافسة شرسة 

ولا يتوقف الأمر مع بريطانيا وحدها، بل تقول "DW " إن الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة الحجم، والتي تعرف بـ "الأبطال الخفيون"، تواجه منافسة شرسة من الشركات الصينية، مبينة أن هناك شعور بالخوف حيال ذلك، فيما يعتبر آخرون هذا الأمر فرصة للتأكيد على قوة شعار "صنع في ألمانيا"، بحسب الموقع الألماني.

وتوضح الأرقام أن نحو 60 % من الشركات الألمانية تقع في نطاق "الأبطال الخفيين"، مبينة أنها تنتج على الأراضي الصينية، في حين بلغ عدد المصانع الألمانية في الصين أكثر من ألفي مصنع، في المقابل، يبلغ عدد المصانع التأسيسية الصينية في ألمانيا أربعة مصانع تم إنشاؤها في قطاعات محددة، فيما تمتلك الصين أكبر قطاع تصنيع في العالم بأكثر من 31.3 تريليون يوان أي ما يعادل (4 تريليون يورو، 4.6 تريليون دولار) في عام 2020.

وذكرت أن الصين تعد رائدة في قطاعات شبكات الجيل الخامس والاتصالات الكمومية الخاصة بإنشاء شبكات اتصال فائقة الأمان فضلا عن قطاع السكك الحديدية.