الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
بدور ابراهيم
عاجل
حول العالم

هبوط الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين 20%لأدنى مستوى منذ وباء فيروس كورونا

الإثنين 25/ديسمبر/2023 - 07:53 م
أصول مصر


هبط الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين بما يقرب من 20% خلال شهر نوفمبر الماضي على أساس سنوي لينزل إلى 53.3 مليار يوان (7.5 مليار دولار) ليسجل أدنى مستوى منذ فبراير 2020 مع انتشار وباء فيروس كورونا ويشهد أسوأ أداء من حوالي أربع سنوات لتباطؤ الشركات الأجنبية في توسعاتها بسبب التوترات الجيوبوليتيكية بالشرق الأوسط وخصوصا حرب إسرائيل في غزة وضعف نمو الاقتصاد العالمي بينما ارتفع الاستثمار الصيني المباشر غير المالي المتجه للخارج بنسبة 18.4 % على أساس سنوي ليصل إلى 814.54 مليار يوان (115.68 مليار دولار) بالفترة من يناير لنوفمبر من العام الجاري.


وذكرت وكالة بلومبرج أن الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين تراجع بما يزيد عن 10% خلال ال 11 شهرا الأولي من العام الجاري على أساس سنوي لينخفض إلى حوالي 1.04 تريليون يوان (حوالي 146.45 مليار دولار أمريكي) ليسجل أسوأ أداء منذ فبراير 2020، عندما انتشر وباء فيروس كورونا لأول مرة في أنحاء العالم.


انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين يؤكد ضعف ثقة المستثمرين الأجانب


ويرى محللون اقتصاديون بقيادة أويانغ مياو في بنك أوف أميركا أن انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين يؤكد ضعف ثقة المستثمرين الأجانب هذا العام في اقتصاد بكين على الرغم من إعادة فتح الدولة اقتصادها بعد ثلاث سنوات من الإجراءات القاسية للحد من انتشار وباء فيروس كورونا ومع عودة بعض رجال الأعمال الأجانب إلى الصين غير أن عدد قليل من الشركات تسارع إلى إنفاق استثمارات ضخمة.


وأكد المحللون أن الصين تشعر بمخاوف من انعكاس التباطؤ العالمي على التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي المباشر لأن أوضاع الاقتصاد الكلي المتمثلة في ارتفاع أسعار الفائدة على الدولار، وتباطؤ زخم النمو وزيادة عدم اليقين الجيوبوليتيكي لا تهيئ بيئة مواتية للاستثمار الأجنبي وخاصة في الأسواق الناشئة حيث تسحب الشركات الأجنبية أموالها بالفعل. 


الاستثمار الأجنبي المباشر تحول بالربع الثالث للجانب السلبي للمرة الأولى منذ 1998


وأعلنت هيئة تنظيم الصرف الأجنبي في الصين أن الاستثمار الأجنبي المباشر تحول في الربع الثالث هذا العام إلى الجانب السلبي للمرة الأولى منذ عام 1998، مما يعكس على الأرجح رغبة أقل من جانب الشركات لإعادة استثمار أرباحها في الصين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع العائد في الخارج بسبب فجوة العائد مع الولايات المتحدة التى رفعت أسعار الفائدة إلى مستوى قياسيا.


وسجلت الصين الربع الماضي  أول عجز فصلي على الإطلاق في الاستثمار الأجنبي المباشر ليتضح حجم التحديات التي تواجهها حكومة بكين في جذب الشركات الأجنبية في أعقاب خطوة تقليص المخاطر التي اتخذتها الحكومات الغربية ضد الصين لتسجل التزامات الاستثمار المباشر، وهي مقياس للاستثمار الأجنبي المباشر، عجزًا قدره 11.8 مليار دولار خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر من العام الجاري في أول عجز ربع سنوي منذ أن بدأت هيئة تنظيم الصرف الأجنبي في الصين في تجميع البيانات في عام 1998. 


ورغم أن الصين تعرض مشروعات بقيمة 445 مليار دولار لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلا أن صافي الاستثمار في الصين انخفض منذ الربع الثالث من العام الماضي، بسبب انخفاض الأموال الواردة إلى البلاد وزيادة الأموال الخارجة غير أن هناك بعض الدلائل الصغيرة على أن الاهتمام الأجنبي بالسوق الصينية آخذ في التعافي. 


الصناديق العالمية تشتري السندات المقومة باليوان لتعزز الاستثمار الأجنبي المباشر


ومع ذلك فقد عززت الصناديق العالمية شراء السندات المقومة باليوان بأكبر قدر خلال أربعة أشهر في أكتوبر، حيث ساعد استقرار العملة على تعزيز المعنويات كما أن الاستثمار الأجنبي المباشر في البر الرئيسي الصيني في الاستخدام الفعلي وصل إلى 1.04 تريليون يوان خلال الفترة من بداية يناير لنهاية نوفمبر من العام الحالي وتأسست خلالها أكثر من 48 ألف شركة جديدة ذات استثمارات أجنبية في أنحاء الصين بزيادة تتجاوز 36% عن نفس الشهور من العام الماضي.


وتبدو الصورة الاقتصادية شديدة التباين في الصين وسط محاولات حكومية لتأكيد سلامة الوضع في الأسواق وقوة الاقتصاد وانفتاحه لاستقبال الاستثمارات وبين تدفقات مالية واسعة النطاق من بكين إلى الخارج لدرجة أن الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الصناعات التحويلية عالية التكنولوجيا زاد بنسبة 1.8 % على أساس سنوي والاستثمار الأجنبي في قطاعي تصنيع المعدات الطبية ومعدات الاتصالات بنسبتي 27.6 % و5.5 % علاوة على أن الاستثمار الأجنبي المباشر من المملكة المتحدة وفرنسا وهولندا ازداد بنسب 93.9 % و93.2 % و34.1 % على التوالي خلال العام الجاري.