الهند وروسيا تستهدفان شراكة اقتصادية بـ100 مليار دولار بحلول 2030

استقبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة هي الأولى لبوتين إلى نيو دلهي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.

حيث أعلن الطرفان عن تعزيز شراكتهما الاقتصادية ووضع خارطة طريق للتعاون التجاري والاستثماري حتى عام 2030، رغم الضغوط الأميركية على الهند للحد من اعتمادها على روسيا.

رفع حجم التبادل التجاري

تركز الاتفاق على إعادة توازن التجارة الثنائية، عبر زيادة واردات روسيا من السلع الهندية، بعد أن كانت كفة التجارة تميل لصالح موسكو نتيجة مشتريات الهند من النفط الروسي منخفض السعر.

 ويستهدف الطرفان رفع حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، مع السعي للحفاظ على مزايا العلاقة التجارية مع الهند دون الإضرار بالعلاقات مع الولايات المتحدة.

ووصف مودي العلاقة بين بلاده وروسيا بأنها «نجم هادئ» صمد أمام الاختبارات الجيوسياسية، مؤكداً أن برنامج التعاون الاقتصادي الجديد يشمل التجارة والاستثمار ويعزز تنوع واستدامة الشراكة بين البلدين.

وفيما يخص الطاقة، شدد بوتين على التزام روسيا بتأمين إمدادات وقود مستقرة للهند، مشيرًا إلى التقدم في مشروع بناء أكبر محطة نووية هندية في كودانكولام، ما يعكس أهمية الطاقة كأداة نفوذ روسية في آسيا بعد تراجع مشتريات أوروبا من النفط والغاز الروسي نتيجة العقوبات.

الاتفاقيات الجديدة

وترافق الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة، بما في ذلك تسهيل انتقال العمالة الهندية إلى روسيا، وإنشاء مصنع أسمدة مشترك، وتوسيع التعاون في مجالات الزراعة والرعاية الصحية والشحن. 

كما تم الاتفاق على إعادة هيكلة التعاون الدفاعي لدعم توجه الهند نحو الاكتفاء الذاتي من خلال إنتاج مشترك لمكوّنات وقطع غيار المعدات الروسية المستخدمة في الجيش الهندي.

وتشكل هذه الشراكة رسالة سياسية واضحة تجاه واشنطن، حيث علق بوتين على الضغوط الأميركية، مستفسراً عن سبب شراء الولايات المتحدة للوقود النووي الروسي بينما تطالب الهند بالتخلي عنه، مؤكدًا صمود العلاقات الروسية الهندية أمام الضغوط الخارجية في ظل ظروف جيوسياسية معقدة.